(طبعا نحن اليوم مع القولة الشهيرة أيها الباحثون عن الله في زخرفة المساجد , إبحثوا عنه في بطون الجوعى )
ثنائية كنت أراها في المساجد العتيقة دائما و كان معظم الشباب المهتم يعتقدون أن المغاربة القدامى كانوا بلا شغل فقاموا إلى الجدران ليحفرو في جبصها : الكافية العافية ..
.. ولكن الحقيقة أن المغاربة في القرون الماضية اهتموا بما يكتب في المعمار بشكل هوسي .. فكتبوا مثلا :
و السعد متصل من غير منفصل و العيش في دعة و العمر في جدل ..
و هذا تعقيبا على ما حفروه في جدران و أروقة قصور أخرى مثل :
النصر و التمكين لمولانا السلطان الفلان فلاني
إكتشفوا أن التاريخ يحاورهم .. و اكتشفوا أن الفناء لا بد منه .. فحفروا على الجبص :
الكافية العافية الكافية العافية .. هكذا في ثنائية تكاد تصبح عنصرا زخرفيا أو مزيجا من الدعوات و من الأمنيات في ثنائية مركبة و مختصرة , فيها الكثير من الزهد و الكثير من التعقل ..
فلهذا و في وقتنا الحاضر .. حبذا لو أعيد الإعتبار لهذه الزخارف الخطية و لهذه العبارة بالظبط .. عوض البلدي و التسطير و التوريق الذين أصبحوا يمارسوا بطريقة عصرية أفقدتهم هيبتهم ..